منتدى بكالوريا اداب وفلسفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بكالوريا اداب وفلسفة

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الشعور و اللاشعور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
karim
المدير العام
karim


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

   الشعور و اللاشعور  Empty
مُساهمةموضوع: الشعور و اللاشعور       الشعور و اللاشعور  I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 9:16 pm

الشعور و اللاشعور


الإشكال:


-
هل يعي الإنسان دوما أسباب سلوكه؟


-
هل كل ما هو نفسي شعوري؟


-
هل القول باللاشعور يحمل تناقضا؟


- طرح المشكلة(تمهيد+طرح الإشكال):


السلوك
الإنساني هو مجموعة الأنشطة و هي عبارة عن ردود أفعال إزاء مثيرات محددة تصدر عن
محيطه و ظروفه و هذا السلوك يدرسه علم النفس فعلم النفس يدرس الإنسان من الناحية
النفسية لا المادية و من مواضعه الحياة
النفسية التي تجادل الفلاسفة و علماء النفس في طبيعة هذه الحياة فهناك من يرى أنها
شعورية فقط و هناك موقف آخر يرى أنها لاشعورية فقط و لهذا نطرح الإشكال التالي: هل
الحياة النفسية مساوية للشعور أم اللاشعور ؟


محاولة
حل المشكلة
:


-
الأطروحة\
الحياة النفسية
مساوية للشعور


-البرهنة\


من زعماء هذا
الموقف ديكارت,ابن سينا,مين دوبيران . إن الشعور هو ذلك الوعاء الذي يحتوي جميع
النشاطات النفسية للإنسان . فالإنسان يعي بالضرورة كل ما يصدر عنه من سلوك مما جعل
بعض المدارس النفسية خاصة التقليدية ترى أن الظاهرة النفسية ظاهرة شعورية بالدرجة
الأولى و أن الدراسة النفسية تقوم أساسا على الشعور حيث يرى مين دوبيران:[أن الشعور شرط ضروري في لكل الفعاليات
الذهنية].


و يعتبر ديكارت من أول من عبر عن هذا الطرح منطلقا من مسلمة
أسبقية الفكر عن الوجود و هو يعتبر الشعور أساس الحياة النفسية, فالنفس مساوية
للشعور و لا يمكن القول باللاشعور فالشعور و اللاشعور شيئان متناقضان و الإنسان لا
يستطيع أن يحمل موضوعين متناقضين و بذلك فلا وجود للالشعور فهو يرى بأنه لا فرق
بين الشعور و حياته التي يظهر بها و يختفي باختفائها و ما الشعور بالعدم إلا عدم
الشعور بمعنى فقدان الشعور للظواهر النفسية دليل على زوالها و كما أنه لا وجود لمادة بلا صورة كذلك لا وجود
لظاهرة بلا شعورإذ يقول ديكارت:[النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها
فالشعور حدس و صورة لظواهر النفس ], و يقول أيضا :[لا توجد حياة نفسية خارج الروح
إلا الحياة الفيزيولوجية], معنى هذا أن الحياة النفسية كلها شعورية و هذه المظاهر
كالخوف مثلا لها صورة يكونها الشعور.


و نفس الطرح
نجده لدى المدرسة الألمانية في علم النفس (الشعور) التي تنظر للحياة النفسية على
أنها حياة شعورية و لا وجود لغير الشعور لأن الحياة اللاشعورية لا تكون إلا بالكف
عن الوجود كما يقول هنري آي.


كما نجد أبن
سينا قد سبق إلى هذا الطرح إذ رأى أن الإنسان يشعر بكل ما تتضمنه نفسه من أحوال فل
القول بوجود حياة نفسية شعورية و لاشعورية ضرب من التناقض فإذا كانت الحياة
النفسية شعورية و عليه فالشعور هو دعامة الحياة النفسية و أساسها الوحيد .


-
نقد الأطروحة/



صحيح أن الإنسان يعي في معظم تصرفاته و لكن كيف
نفسر بعض التصرفات التي لا نجد لها تفسيرا, ألا يعني هذا وجود جانب آخر في الحياة
النفسية وظف إلى ذلك أن وجود الشيء لا يقتضي بالضرورة أن يكون قابلا للملاحظة فل
الجاذبية موجودة لكنها لا تلاحظ فنحن نعرفها من خلال آثارها و هي سقوط الأجسام و
لهذا فالاهتمام بالشعور و جعله مساويا للحياة النفسية فيه مبالغة.


-
نقيض الأطروحة/
الحياة النفسية
مساوية للاشعور


-
البرهنة/



لقد تم اكتشاف
اللاشعور بسبب الأمراض العقلية و كان الاعتقاد السائد لدى المدرسة العضوية في علاج
المرض العقلي بأن سبب المرض العقلي هو عضوي أي الإصابة بالدماغ و بالتالي يجب أن
يكون العلاج ماديا كالأعشاب ,الحمامات ,العقاقير, لكن لوحظ عدم وجود سبب للمرض
العقلي فتمثل العلاج في إعادة توازن المادة في جسم الإنسان المريض و ذلك بلمسة
المغناطيس و لكن لوحظ أن بعض المرضى تم شفائهم عن طريق اليد و من خلال هذا اكتشف بعض العلماء أن المادة
المغناطيسية توجد في جسم الإنسان و إذا استطعنا توجيهها فيمكن علاج المرضى و هذا
ما توصل إليه شاركو حيث استعمل التنويم
المغناطيسي كعلاج للهستيريا إذ يقوم الطبيب بعملية التنويم على النفس أي التأثير
بطريقة مباشرة على المريض لأن نفس المريض تنقسم إلى قسمين : قسم يأمر و قسم ينفذ ,
و اعتمادا على أعمال شاركو و بروير توصل سيغموند فرويد
إلى إكتشاف اللاشعور فهو مجموع الأحوال النفسية التي تأثر في السلوك بالرغم بعدم
الشعور بها و هو جانب أساسي في الحياة النفسية و هو يعبر عن رغبة لم تتحقق فانزلقت
إلى اللاشعور فتظهر عن طريق الأحلام , زلات القلم فلتات اللسان , النسيان ,
الأمراض و العقد النفسية .


و من بين
الأدلة التي قدمها فرويد للبرهنة على وجود اللاشعور و الذي اعتبره فرضية ضرورية
ومشروعية


هو نقص معطيات الشعور نقصا كبيرا و لتوضيح ذلك أعطى
فرويد أمثلة تتعلق ببعض الأفعال التي تصدر عن المريض و عن السوي على حد سواء و لا
يفسرها الشعور مثل بعض الأفكار التي نتوصل إليها مع جهلنا للعمليات الذهنية التي
سارت عليها و التي لا يمكن ردها إلا للشعور و هناك حيل لاشعورية و تسمى بالعمليات
الدفاعية التي تحمي النفس أو الذات من التعرض للقلق و تحفظ لها توازنها اتجاه المواقف التي يعجز الفرد عن مواجهتها بحل
عملي و هو التبرير , التقمص , الإسقاط و الكبت , النكوص , التعويض.


و قد قسم فرويد الجهاز النفسي إلى ثلاثة أقسام
و هي : الهو- الذي يمثل القوة الأصلية و
الفطرية التي تشمل مجموعة الدوافع الغريزية و جميع الرغبات التي تتحكم فيها
الغريزة و هو يحتوي على المكبوتات و يسميه فرويد
الليبدو و يعتبر مصدر الطاقة النفسية المحركة لنشاط الإنسان و إبداعاته
المختلفة.


-
نقد نقيض الأطروحة/



لقد أدى اكتشاف
اللاشعور إلى فتح آفاق جديدة في علم النفس حيث مكن من تفسير النشاطات الإنسانية
كما مكن من علاج الكثير من الأمراض
العقلية و النفسية لكن فرويد قد
بالغ عندما جعل من اللاشعور ذلك المفتاح السحري الذي يفتح كل شيء مغلق و قد وقع
أيضا في تعميم تعسفي عندما جعل الغريزة و بالخصوص الجنسية (الليبدو) المحرك
الأساسي لسلوك الإنسان و الحقيقة أن هناك دوافع أخرى غير الدوافع الغريزية , و هذا
ما يراه آدلر الذي أكد أن الشعور بالنقص هو السبب في الأمراض النفسية فعندما يعجز
الإنسان عن التعويض تظهر العقد النفسية فعندما يعجز الإنسان عن التعويض تظهر العقد
النفسية و من هذا يوجد محرك آخر للحياة النفسية و هو الشعور بالنقض.


-
التركيب(الجمع بين الموقفين):



نجد الموقف الأول
اهتم بالشعور و أهمل دور اللاشعور و الموقف الثاني اهتم باللاشعور و أهمل الشعور و
كجمع بين الموقفين فلا يمكن إهمال الجانب الشعوري لدى الإنسان و لا يمكن إنكار
اللاشعور بعد ما تم التدليل عليه و من ثم فالحياة النفسية عند الإنسان لها جانبان
شعوري و لا شعوري.








- حل
المشكلة(استنتاج + حل الإشكال):



يتضح من خلال
تحليلنا هذا أن الحياة النفسية تثمل ثنائية متكاملة قوامها الشعور و اللاشعور,
الشعور بالأحوال و اللاشعور بمخزونه المتنوع و بذلك نظرة اللاشعور بوجه خاص في
سياق التحليل النفسي بمثابة اجتهاد أدى إلى اكتشاف مضيئة و هامة حول النفس البشرية
و معالجة الكثير من الأمراض العقلية و النفسية و لذلك لا يعي الإنسان دائما بالضرورة دوافع و أسباب
سلوكه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://karim7.banouta.net
 
الشعور و اللاشعور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بكالوريا اداب وفلسفة :: منتدى التحضير للبكالوريا :: مقالات فلسفية-
انتقل الى: