منتدى بكالوريا اداب وفلسفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بكالوريا اداب وفلسفة

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الذاكرة و الخيال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
karim
المدير العام
karim


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

 الذاكرة و الخيال    Empty
مُساهمةموضوع: الذاكرة و الخيال     الذاكرة و الخيال    I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 9:17 pm

الذاكرة و الخيال


الإشكال:


-
هل الذاكرة مادية أم نفسية؟


-
هل الذاكرة عضوية أم معنوية ؟


-
هل الذاكرة فيزيولوجية أم سيكولوجية ؟


- طرح المشكلة(تمهيد + طرح الإشكال):


الذاكرة عملية
وظيفتها الحفظ و استرجاع و يتم تثبيت الذكريات بعوامل موضوعية و ذاتية و نستعيدها
وقت الحاجة بطريقة إرادية أو عفوية و التذكر هو وظيفة من أهم الوظائف الإنسانية و
المعرفية التي تربط الإنسان بماضيه و حاضره و مستقبله , وهذا كله لم يكن محل جدال
لكن الاختلاف بين الفلاسفة و المفكرين كان حول مخزن الذكريات . فهناك من يرى أن
الذاكرة من طبيعة مادية في حين يرى أن طبيعتها نفسية. و نظرا لهذا الاختلاف نطرح
الإشكال التالي : هل الذاكرة مادية أم نفسية ؟


محاولة حل
المشكلة:



-
الأطروحة/
الذاكرة مادية.


-
البرهنة/



تذهب النظرية
المادية إلى أن الذكريات تخزن في الدماغ فنجدها في خلايا الدماغ فالذكريات الماضية
تترك أثرا في الدماغ و تبقى ثابتة, إذ يقول ريبو
:[ إن الذكريات تترك أثرا في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية أثرا في الأسطوانة و
كأن المخ وعاء على ]. فالمخ يقوم بتخزين و استقبال مختلف أنواع الذكريات و نجد
نفس الطرح يؤكد عليه ديكارت بقوله:[الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم ], معنى ذلك أن
الذكريات محفوظة في الدماغ , و هذا ما جعل ابن سينا يقول عنها :[أنها قوة محلها
التجويف الأخير من الدماغ ].


فالذاكرة هي
حادثة بيولوجية (مادية) عضوية فيزيولوجية
بالدرجة الأولى بالرغم من أنها تبدو للوهلة الأولى أنها مجرد حادثة نفسية ,
و بهذا الصدد يقول ريبو :[إن الذاكرة وظيفة فيزيولوجية بالماهية , سيكولوجية
بالعرض], و يقول أيضا :[ الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي تنشأ عن اتصاف العناصر
الحية بخاصية الاحتفاظ بالتبديلات التي تطرأ عليها و بقدرتها على ربط هذه التبديلات بعضها ببعض], معنى ذلك أ ن الذاكرة يعود عملها
بالدرجة الأولى إلى عمل الجهاز العصبي أي الدماغ , فالخلايا الموجود في الدماغ
كافية من حيث العدد لتسجيل كل الانطباعات التي تأتي من الخارج إنها تصل إلى ستة
مئة ألف خلية و هو عدد كافي لإستقبال الذكريات من الطفولة إلى آخر سن متقدم
فالذكريات الراسخة على حد تعبير ريبو هي التي استفادت من التكرار الطويل و دليله
على أن الذكريات تخزن في الدماغ هو أن أي
إصابة في الدماغ تؤدي إلى فقدان الذكريات إما يكون كليا أو جزئيا مستدلا بتجارب دولي و بروكا .


-
نقد الأطروحة /



إن الدليل الذي
استند عليه ريبو جعلنا نؤكد الطابع الفيزيولوجي و المادي للذاكرة بصفة مطلقة و لكن ليس من المعقول أن نربط ما هو
مادي بما هو نفسي فالذكريات كظاهرة نفسية بعيدة جدا أن توضع في خلايا دماغية كما
يرى ريبو , فقد جعل الدماغ وعاء لكن الدماغ ليس ثابت بل هو دائما في حركة و ديمومة و نمو مستمر و أيضا و
نمو مستمر و أيضا إن الذي يعاني من فقدان الذكريات قد يتمكن من استعادتها و هذا
يؤكد


على أنها ليست
في الدماغ كما أننا نجد بعض الأشخاص يمتازون بسلامة المراكز العصبية إلا أنهم
مصابون بفقدان الذاكرة . كذلك في اغلب الأحيان نلاحظ أن الحادثة وقعت مرة واحدة و
ترسخت في الذاكرة فالتكرار يرتبط بالذاكرة الإرادية.








- نقيض الأطروحة/ الذاكرة نفسية.


النظرية
النفسية:


لقد تصدى بنقد
النظرية المادية عامة و ريبو خاصة الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون في جملة من
مؤلفاته(الطاقة الروحية ,المادة و الذاكرة) إذ يقول:[لو صح حقا أن تكون الذكرى في
شيء ما محتفظ في الدماغ لما أمكنني أن أحتفظ بشيء من الأشياء بذكرى واحدة بل بألوف
الذكريات]و الحجج التي أتى بها برغسون كدليل على صحة رأيه هي إن كانت الذكريات
مادية فإن إصابة الدماغ تؤدي إلى زوالها تماما لكنها تستعاد إذن لم تزول فهذا دليل على أنها
ليست مادية و إجابة عن السؤال أين تحفظ الذكريات يقول برغسون :[ سألني أحدهم أين
تحفظ الذكريات أجبته قائلا إنني لا أدري أي معنى لسؤالك أين حين لا يكون الحديث عن
الجسم , إن التسجيلات الفوتوغرافية تحفظ في علبة و التسجيلات الصوتية تحفظ في
خزانة و لكن لا حاجة للذكريات إلى مخزن و ما هي بالأشياء التي ترى و تلمس لكن
القول مجازا أن الذكريات توجد


في الفكر
فالذاكرة شعور قبل كل شيء], و يقول أيضا:[في الحقيقة كل ماضين محفوظ].و الدماغ عند
برغسون ما هو إلا أداة لاستحضار الذكريات لا الاحتفاظ بها و الذكرى تترد بين
الشعور و اللاشعور و الانتقال بين الحالتين هو من شدة الاتصال حيث يقول:[ الذاكرة
مقرها اللاشعور فالإنسان يحمل معه كل الذكريات دون أن يشعر بها و تعود إلى الشعور
عند الحاجة و الدماغ هو الذي ينظمها و يعيدها من اللاشعور إلى الشعور عند الحاجة],
معنى ذلك أن الدماغ ما هو إلا أداة لاستحضار الذكريات أما الذاكرة الحقيقية فتحتفظ
في اللاشعور.


 الذاكرة و الخيال    Clip_image001و يوافقه في ذلك جون دولاي – يمكن للذكرى أن
تولد دون أن تظهر و لكن لا يمكن إظهاره دون مساعدة الدماغ معنى ذلك أن الذكريات
كلها توجد في اللاشعور و دور الدماغ هو استرجاعها من الشعور عند الحاجة كما هو
موضح في الرسم التالي: اللاشعور


 الذاكرة و الخيال    Clip_image002 الذاكرة و الخيال    Clip_image003 الذاكرة و الخيال    Clip_image004











<table cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr>
<td>


الشعور


</td>
</tr>
</table>







-
نقد نقيض الأطروحة/



إن تقسيم
برغسون للذاكرة صحيح فهناك ذاكرة تعتمد
على التكرار و هي شبيهة بالعادة , و الذاكرة النفسية و هي الذاكرة الحقيقية لكن من
خلال دراستنا للاشعور تبين لنا أن الساحة الثانية (اللاشعور) للحياة النفسية
مملوءة بالرغبات المكبوتة و رجوعها إلى الشعور يحتاج على محلل نفساني (التحليل
النفسي). فهل ذكرياتنا رغبات مكبوتة تحتاج إلى نفساني لرجوعها. أما الدماغ فقد
أوجد له برغسون وظيفة تعسفية و غير مفهومة
فكيف له ( الدماغ) و هو من طبيعة مادية ينظم و ينقل الذكريات التي هي من طبيعة
روحية و لهذا فلا وجود لذكريات مستقلة عن الشخص الذي يتذكرها.


-
النظرية الاجتماعية:


جاءت معارضة
لنظرية برغسون التي أكدت أن الفردية الروحية هي الأساس و ترى هذه النظرية
(الاجتماعية) أن الذاكرة تخزن في الجانب الاجتماعي أو ما نسميه بالذاكرة الجماعية
. كما ترى أنه لا يمكننا أن نبحث عن الذاكرة عند الفرد بل يجب أن نبحث عنها في
الجماعة بهذا المعنى فالذاكرة هي ذاكرة الزمرة أو الأسرة أو طبقة اجتماعية أو
دينية فهي ذاكرة الأمة بأكملها , فالإنسان يعيش ماضيه المشترك مع الجماعة و ذاكرته
من ذاكرة الجماعة إذ الذاكرة من طبيعة اجتماعية إذ يقول هالفاكس :[ليس هناك ما يدعو إلى البحث عن موضوع
الذكريات و أين تخزن لأنني أتذكرها من الخارج فالزمرة الاجتماعية التي أنتسب إليها
هي التي تقدم إلي في لحظة جميع الوسائل أو الإطارات الاجتماعية لإعادة بناءها إن
الماضي لا نحتفظ به بل إننا نعيد بنائه انطلاقا من الحاضر], معنى ذلك أن
الذكريات لا نحتفظ بها و إنما نعيد بنائها
من المجتمع فهذا الأخير هو أساس استرجاع الذكريات فقد وضح لنا ذلك هالفاكس من خلال
كتابه الأطر الاجتماعية للذاكرة حيث يرى بأن الغير هو الذي يدفعنا إلى تذكر
الحوادث التي أشترك معهم فيها :الأسرة ,
المدرسة,الشارع و الأمة....إذ يقول:[إني في أغلب الأحيان عندما أتذكر فإن الغير هو
الذي يدفعني على التذكر لأن ذاكرته تعتمد ذاكرتي كما أن ذاكرتي تعتمد على ذاكرته
شريطة أن يقع اتفاق بيننا , فالواقع يشير إلى أن هذا السلوك هو الذي يربط الفرد بالآخرين
]. وهذا ما يعتبره بيار جاني بالذاكرة الاجتماعية, إذ يقول جدولاي :[إننا نعني بهذا الاسم الذاكرة
الاجتماعية ما بيارجاني بالسلوك الاجتماعي
تلك اللغة التي أنشأها المجتمع لمقاومة شروط الغياب و التي تبدو أجدر ما تكون
الذاكرة المستحقة لهذا الاسم ] معنى هذا القول أن اللغة وسيلة اتصال بين الأفراد
لذلك يعتبر استرجاع الذكريات لغة لأنها تزيد التواصل بين أفراد المجتمع.


أما عن علاقة الحلم بالذكريات فيرى هالفاكس أنه
لم يعطر على أي علاقة بينهما إذ يقول:[ إن الحلم لا يعتمد سوى على ذاته , في حين
أن الذكريات تستمد وجودها من ذكريات الآخرين أي من الأطر العامة للذاكرة
الاجتماعية]. معنى ذلك أن جميع أنواع السلوك هي مواد للذكريات التي تبقى و تظل
اجتماعية ما عدى اللحظات التي يخلد فيها الإنسان إلى النوم حيث ينعزل عن الآخرين
إذن فالذاكرة هي من طبيعة اجتماعية.


-
نقد نقيض الأطروحة/



فعلا لكل مجتمع
ذاكرة اجتماعية يرجع إليها للتعرف على الماضي لكن تخزين هذه الحوادث يكون في ذاكرة
الأفراد لن المجتمع يتكون من أفراد و أساس الأطر الاجتماعية هو الفرد و إذا ارتبطت
الحوادث الماضية بالمجتمع فذلك لأن أغلب ذكريات الفرد تحدث في دائرة اجتماعية و
قليلا ما تحدث خارجا كالذكريات المعرفية ضف على ذلك أن ذاكرة المجتمع تتقدم و
تتغير و يعود الأمر إلى تغيير الأفراد و تعاقب الأجيال فكل يضيف رصيد جديد للذاكرة
الاجتماعية لكن الفرد يعود له الفضل لأنه المحرك الأساسي للمجتمع.


إذ أن الذاكرة
هي هويته الشخصية بينما الذاكرة الاجتماعية هي التاريخ الذي هو هوية المجتمع.


- التركيب(الجمع
بين الموقفين)/



يرى الموقف
الأول أن طبيعة الذاكرة مادية و يرى الموقف الثاني أن الذاكرة من طبيعة نفسية , و
كجمع بين الموقفين يمكن القول أن الذاكرة ظاهرة إنسانية تتدخل فيها عوامل عضوية و
نفسية كما لا ننسى العامل الاجتماعي و تلك هي مكونات و أبعاد الإنسان .


- حل
المشكلة:



و في الأخير و
بعد تحليلنا نستنتج أن الذاكرة هي إحدى الموضوعات التي لا تزال كموضوع بحث من
الناحيتين البيولوجية و النفسية و ربما ستكتشف النتائج يوما ما عن تكامل هذه
النظريات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://karim7.banouta.net
 
الذاكرة و الخيال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بكالوريا اداب وفلسفة :: منتدى التحضير للبكالوريا :: مقالات فلسفية-
انتقل الى: